الروداني يفكك ل”الأيام 24″ معادلة ارتباط الأمن القومي الأمريكي بنظيره المغربي 



 

 

 

كشف السفير الأمريكي الأسبق بالرباط إدوارد غابرييل، في حوار حصري مع أسبوعية “الأيام” الورقية، عن معطيات مهمة حول علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بـ”مخطط الحكم الذاتي”، ومدى التزام هذه الأخيرة مع المغرب برفض أي حل لا يدعم سيادة الرباط على أقاليمها الجنوبية، في ظل الدينامية الدبلوماسية التي يشهدها ملف الصحراء بعد الاعترافات الدولية المتتالية.

 

وقال السفير الأمريكي: “بصفتي سفيرًا، عملت عن كثب مع المملكة المغربية ودعمت خطة الحكم الذاتي المغربية منذ عام 1999، عندما اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية مع المغرب على المضي قدمًا في هذا الاتجاه، ووعدت المملكة بالفعل برفض أي حل لا يدعم سيادتها على الصحراء”.

 

وأضاف السفير السابق: “يمكنني القول إن هذه الخطوة الدبلوماسية المهمة ساهمت في حماية سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية من نفوذ الجزائر المؤذي منذ أكثر من 25 عامًا. وقد تكللت الجهود الدبلوماسية الصبورة التي بذلها المغرب على مدى خمسة وعشرين عامًا باعتراف الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا، إلى جانب الكثير من دول العالم الأخرى، بمبادرته للسيادة / الحكم الذاتي، باعتبارها البديل الوحيد”.

 

وأردف أيضا: “أنا على يقين من أن إدارة ترامب ستواصل دعم موقف المغرب من السيادة على الصحراء، وستجد السبل الكفيلة لتعزيز دعمه في هذا الشأن. إن المواقف السيادية لفرنسا وإسبانيا الداعمة لخطة السيادة / الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الحل الأمثل والوحيد هي خطوة كبيرة في اتجاه طي هذا الملف. ومن المهم الآن ترسيخ قرار من مجلس الأمن الدولي يتبنى رسميًا السيادة المغربية على الصحراء وفق شكل لامركزي من الحكم الذاتي لمواطني الأقاليم الجنوبية”.

 

وفي هذا السياق، يرى الشرقاوي الروداني، خبير في الدراسات الجيوستراتيجية، ومدير مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، أن “السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية مبنية على البراغماتية والمصالح الاستراتيجية، ودائما كان الأمريكيين ينظرون إلى منطقة الأطلسي كمنطقة ارتكاز استراتيجي، وأن الأمن القومي للمملكة المغربية هو محدد مهم للأمن القومي لأمريكا بالمنطقة”.

 

وأضاف الروداني، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “المغرب كان أول دولة وقعت مع الولايات المتحدة الأمريكية إتفاقية التجارة والسلام، وبالتالي فإن المغرب كان له أيضا توجه أطلسي في إطار المخطط الجيواستراتيجي”، مشيرا إلى أن “رؤية الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة الأطلسية تتبنها أيضا أغلب دول حلف الأطلسي بما فيها فرنسا وإسبانيا وايطاليا والبرتغال”.

 

وتابع المتحدث عينه أنه “بعد فتور نظام فرانكو واسترجاع المغرب لصحرائه كانت هناك توازنات صعبة جدا، نظرا للحضور القوي للاتحاد السوفياتي بالمنطقة عن طريق الجزائر ومجموعة من دول إفريقيا، وبالتالي فإن الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائما تحاول خلق توزان استراتيجي يسمح بتكريس الوحدة الترابية للمملكة المغربية، على اعتبار وجود دولة من حجم المغرب بالمنطقة سيعزز الأمن والاستقرار الأطلسي”.

 

وأوضح الخبير الاستراتيجي أن “جميع التقارير الأمريكية الصادرة عن مؤسسات استخباراتية كانت تشدد على سيادة الرباط على أقاليمها الجنوبية”، مضيفا: “الجزائر كانت دائما تحاول الوصول إلى المياه الأطلسية عن طريق دولة صغيرة، وأم وصول هذه الأخيرة إلى المنطقة الأطلسية سيكون مرفوقا بقوى دولية أخرى”.

 

وأشار الروداني إلى أن “الولايات المتحدة الأمريكية دائما كانت تؤمن بالأدوار التي كانت تلعبها المؤسسة الملكية بالمنطقة، سواء في عهد الراحل محمد الخامس والحسن الثاني أو في حكم الملك محمد السادس”، مؤكدا على أن “أسهم المغرب في البورصة الدولية ازدادات بعد المبادرة الملكية الأطلسية”.

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً