طائفة سرية أجبرت أتباعها من الأمهات حديثات الولادة على التخلي عن أطفالهن
كشفت نساء كن ذات يوم أعضاء في طائفة مسيحية سرية في الولايات المتحدة لـ بي بي سي أن الكنيسة أجبرتهن على التخلي عن أطفالهن للتبني. وقال أعضاء سابقون في الطائفة إن مئات من حالات التبني ربما حدثت بين خمسينيات وتسعينيات القرن الماضي. وأخبر بعض الأطفال الذين سُلموا للتبني داخل الكنيسة بي بي سي، أنهم تعرضوا للإساءة والإهمال من أسرهم التي تبنتهم. وتأتي هذه الادعاءات في أعقاب تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية العام الماضي في مزاعم اعتداء جنسي على الأطفال على مدى عقود داخل الكنيسة، التي يُعتقد أنها تضم ما يصل إلى 100 ألف عضو في جميع أنحاء العالم وغالباً ما يشار إليها باسم الحقيقة أو اثنان في اثنين. ومنذ ذلك الحين فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقاً في تلك المزاعم. أخبرتنا أربع نساء أنهن لم يُمنحن أي خيار سوى التخلي عن أطفالهن. ثلاث منهن كن يخشين طردهن من الكنيسة، أو أن مصيرهن سيكون إلى الجحيم إذا رفضن، ولم يكنّ حينها متزوجات. قالت إحداهن إنها تعرضت لضغوط لإعطاء طفلها لزوجين في الكنيسة بعد أن تعرضت للاغتصاب في عام 1988، وهي في سن السابعة عشرة. وأضافت لبي بي سي "كان خوفي من أن يكون مصيري إلى الجحيم كبيراً، لدرجة أنه أجبرني على اتخاذ قرار بالتخلي عن الطفل لمصلحة الزوجين في الكنيسة". وتقول أخرى إنه لم يُسمح لها برؤية ابنتها الرضيعة قبل أن تُؤخذ منها إلى الأبد. وتحدثت بي بي سي أيضاً إلى ستة أشخاص تم التخلي عنهم للتبني كأطفال رضع بين الستينيات والثمانينيات. تقول إحداهن إنها تعرضت للإساءة الجسدية والعاطفية في أسرتها التي تبنتها أولاً في الكنيسة، وتعرضت أيضاً للإساءة الجنسية في الأسرة الثانية.

"إذا احتفظت بهذا الطفل، سأذهب إلى الجحيم"
تقول ميلاني ويليامز، 62 عاماً، التي تخلت عن طفلها للتبني في يناير 1981 "في مكان ما، انحرفت الكنيسة عن مسارها وأصبحت طائفة قائمة على الخوف واضطررت إلى الاختيار". ففي سن 18، حملت ميلاني بعد أن وقعت في "حب جنوني" مع صبي من مدرستها. لم يكن الاثنان غير متزوجين فحسب، بل إن الأب لم يكن عضوا في الطائفة ورفض أن يصبح عضوا. وهذا يعني أن ميلاني ارتكبت "خطيئة فظيعة" في نظر القائمين على الكنيسة. وعليه أخذ قرار أنها لا تستطيع الاستمرار في حضور اجتماعات الكنيسة إلا إذا أعطت طفلها لعائلة أخرى في الطائفة. وتتذكر ميلاني أنها فكرت "إذا احتفظت بهذا الطفل، سأذهب إلى الجحيم. إذا احتفظت بالطفل، لا يمكنني العودة إلى المنزل". وقد أنجبت طفلها في مستشفى كاثوليكي في أوكلاهوما، حيث وضعت في غرفة بمفردها بشكل سري. وتتذكر أن طبيباً صرخ عليها عندما بدأت في البكاء أثناء المخاض. وقد أُخذ منها طفلها فور ولادته، وحتى قبل أن يصدر صوتاً، وتقول إنها لم تكن تعرف ما إذا كانت قد أنجبت فتاة أم صبيا. وتُركت الأم الجديدة تتساءل عما إذا كان طفلها قد مات. وعندما اكتشفت في النهاية أن الطفل على قيد الحياة، أخبرت الممرضة أنها مترددة بشأن ما إذا كانت ستستمر في موضوع التبني وأرادت أن تحمل طفلها. وجاءها الرد "لا يمكنك أبداً حمل طفلك". وبعد سنوات، تمكنت ميلاني من تعقب ابنتها - لكنها لم ترغب في مقابلتها.
