رفعت الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخرا، السرية عن مجلدات من الوثائق والمتضمنة لسجل شامل ودقيق من الأوراق الرئاسية، سواء المحفوظة في مكتبة ريغان أو مكاتب البيت الأبيض ووزارة الخارجية والوكالات الفيدرالية الأخرى، بما فيها مجلس الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة.
ورفعت السرية عن معظم المصادر الخاصة بالسياسة الخارجية والنشاط الدبلوماسي لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية خلال تلك الفترة، حيث يتعلق الأمر بالمجلدات التي بدأ رفع السرية عنها سنة 2017 واكتمل في 2023 علما بأن 11 وثيقة حجبت بالكامل فيما حذفت بعض الفقرات من 20 وثيقة تقريبا مقابل عمليات شطب طفيفة طالت أزيد من 40 وثيقة.
ويوثق الفصل الأخير من هذا الأرشيف، سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث حاولت إدارة ريغان مثل سابقاتها إنهاء الحرب في المنطقة.
ومن بين الوثائق التي تم رفع السرية عنها برقية من السفارة الأمريكية في الجزائر إلى وزارة الخارجية والبيت الأبيض بتاريخ 14 شتنبر 1983. وفي ما يلي نص البرقية:
قال الملك الحسن الثاني لنائب الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم 12 شتنبر 1983 إنه عرض على الجزائريين ميناء مجانيا وحقوق صيد على ساحل المحيط الأطلسي.
وقال لهم إن لديهم أشياء يحتاجها المغرب مثل الطاقة والتكنولوجيا النفطية، وأن المغرب لديه الغذاء والموارد الأخرى التي تحتاجها الجزائر فلماذا لا يتحدان معا لبناء المغرب العربي الكبير؟ كان الملك يعتقد أن على الرئيس بن جديد أن يساير كل هذا وأن يبني خط أنابيب الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر المغرب وإسبانيا، ولا شك أن هذا الأمر سينظر إليه بإيجابية وربما بمساعدة الولايات المتحدة التي ستسعد برؤية أوروبا أقل اعتمادا على الغاز السيبيري.
كانت الصعوبة تكمن في أن الجزائريين ما يزالون يبحثون عن هويتهم الوطنية وكان من الصعب الحصول على إجماع من يحكمون الجزائر. وقال الملك إن جميع الأطراف في المغرب تؤيد موقفه من الصحراء وأنه متأكد تماما من أن المغرب سيفوز في الاستفتاء.
وفي وقتٍ سابق، أطلقت البوليساريو في إحدى المرات 3000 قذيفة من صواريخ الكاتيوشا (122 ملم) في يوم واحد. وكان ذلك يمثل إنفاق حوالي 20 مليون دولار ولم يكن لدى البوليساريو ببساطة هذه الكمية من المال. لا بد أنه يأتي من الجزائر.
برقية من السفارة في الجزائر إلى وزارة الخارجية والبيت الأبيض (14 شتنبر 1983)