غادر إلى دار البقاء يوم أمس الأحد 16 فبراير الجاري بالدار البيضاء، أحمد البخاري، الضابط السابق في المخابرات المغربية (كاب 1)، عن عمر ناهز 82.
ويوصف الراحل بـ”العلبة السوداء” للمخابرات المغربية، لاطلاعه الواسع على أسرار الملفات الحساسة التي كان فاعلا في جزء منها وشاهدا على تفاصيل بعضها الآخر إبان عهد الجمر والرصاص.
واشتهر البخاري في السنوات الماضية بتأليفه كتابين يتناولان تفاصيل بعض عمليات المخابرات المغربية، ويتعلق الأول منهما بـ”Le Secret” (السر) حيث يدلي بشهادته حول لغز وفاة المهدي بن بركة، بينما الثاني المعنون بـ”Raisons d’État” (أسباب الدولة)، يحكي فيه عن تجربته كعميل في المخابرات المغربية.
وفي حديثه عن قضية بنبركة، أكد البخاري أن “لمهدي قتل في باريس وتم نقل جثته بتواطؤ كامل من السلطات الفرنسية إلى الرباط حيث جرى تذويب جثته في برميل من الأحماض “الأسيد” بدار المقري”، وذكر أسماء عناصر المخابرات المتورطة في الاغتيال، كالجنرال محمد أوفقير ومساعده آنذاك محمد الدليمي، غير أن السلطات المغربية نفت تلك المعلومات.
وبالرغم من أن المعطيات التي باح به هذا الشاهد على جريمة اغتيال بنبركة، غير أنها أثارت ردود فعل متباينة وظلت على الدوام مجرد رواية تحتمل الصواب كما الخطأ، إلا أن البخاري ساهم، من موقعه، في فتح نقاش عميق حول ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المغرب خلال تلك الحقبة.