انتقد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، ما وصفه بحملة انتخابية تقوم بها القناة الثانية لصالح بعض الأحزاب السياسية، مؤكدا أن حزبه سيراسل الهيئة العليا للسمعي البصري لمطالبتها بالتدخل.
وقال أوزين في مقال نشره على صفحته الرسمية، إنهم “لن يسمحوا بالسطو على مشروع أمة يقودها ملك مواطن يستشرف المستقبل وشعب صبور يطمح للأفضل”.
وأوضح أوزين أن “أمام عجز حكومة عن صياغة بسيطة لرؤيتها الغائبة أصلا، ومع توالي ‘إنجازاتها’ السوريالية، ومن فرط صمم الحكومة، كدنا أن نطبع مع اليأس ونعتبر فشلها قدرا وكابوسا انتخابيا قد ينتهي بعد حين، إلا أن استهتارها قد جاوز المدى بعد الشروع في محاولة السطو على طموح ملك وشعب من أجل تسويق فشلها وإخفاق برامجها”.
وأشار أوزين إلى أنه “قبل أيام طلعت علينا قنواتنا الرسمية بدعاية للمونديال عبر فيلم مؤسساتي، ينتهي بشعار المملكة المغربية يروج له عبر القنوات الوطنية، وهو في الواقع يخفي حملة انتخابية قبل أوانها القانونية، وبذلك أصبح فيلما حزبيا برسائل سياسية. رسائل لا شعورية ومموهة (message subliminal) من قبيل المنتخب سيربح كأس العالم”.
ورأى أوزين أن “حال الأمر لا يتعلق بالمنتخب الكروي وإنما ‘بالمنتخب’ الحكومي، وهو الأمر الذي لا تخفيه الحكومة وهي تعلن عن سباقها على حكومة المونديال، ناهيك عن عرض برامج قطاعية بطريقة فاضحة من قبيل فرصة، والتغطية الصحية وغيرها”.
واعتبر أن ما تم هو “استبلادا للشعب واحتقارا لذكائه، من خلال تسخير قنوات عمومية لأغراض ومرامي انتخابية وبطرق وصفها بـ’البذيئة والسافلة’، في غياب تام وصمت مطبق لمؤسسات الرقابة”.
وأردف قائلا: “هذه المرة، وبعد أن بلغ الاستخفاف مداه، لا مجال للسكوت عن ما صوفها بـ’كبرى المهازل التي اشترك في حبكها تسلط حكومة'”، مشيرا إلى أن “العزة أخذتها بالإثم ولم تعد تقتصر على سرقة قرصنة مشاريع قامت بها الحكومات السابقة، بل أصبحت تنسب مشاريع ملكية لنفسها كتنظيم المغرب لمونديال 2030”.
واتهم أمين عام حزب السنبلة “القناة الثانية بالمشاركة في عملة السطو، وأنها أصبحت ملحقة تابعة للحكومة”.
وأكد أوزين أنهم “سيراسلون الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (هاكا) لمطالبتها بالتدخل العاجل والآني، لوضع حد لهذا التسيب المؤسساتي غير المسبوق والتسلط الحكومي غير المعهود في تواطؤ مع القناة الثانية الممولة من جيوب دافعي الضرائب”.
وشدد على أن “قمة الاستهتار بمسؤولية السهر على شؤون الدولة، عندما يتم اختزال مشروع ملك وشعب في برامج قطاعية خيبت كل الآمال وأجهزت على كل التطلعات”، معتبرا أن “لذلك وجب توقيف هذه المهزلة الإعلامية فورا، وأن تتحمل المؤسسات ذات الصلة مسؤولياتها كاملة أو تضع استقالتها إعلانا عن إفلاسها وعجزها البين في مواجهة تسلط الجهات الحكومية التي أصبحت، على ما يبدو، تسير سيرها وتتماهى مع هواها”.
وخلص إلى أنهم “لن يسكتوا على هذه المهزلة، ولن يقبلوا أن تلطخ سمعة البلاد، من خلال حدث عالمي بلمسة مغربية، فقط بهوس محطة انتخابية عابرة، لأن ما يسكننا هو مغرب المونديال وليس سلطة حكومته العابرة”، مشددا على أن “المغرب بشعبه الصبور وملكيته الحكيمة هما عماد المونديال، وليس الثلاثي الذي في عهده اختل الميزان، وبتدبيره تعطلت عجلة الفلاحة، وتحت سلطته طارت وتبخرت أحلام المغاربة”.
لا تنزعجوا جميعا فجل المغاربة ملوا منكم ومن الانتخابات وحتى من كأس العالم