عبد القادر اعمارة.. صديق أخنوش الذي عينه الملك رئيسا للمجلس الاقتصادي (بروفايل)



 

عندما قدّم عبد القادر اعمارة في شتنبر 2023 استقالته، رسميا، من حزب العدالة والتنمية حيث كان عضوا بأمانته العامة، غضبا واحتجاجا منه على ربط الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران آنذاك بين “زلزال الحوز” والمعاصي والمخالفات الانتخابية؛ تنبأ كثيرون لاعمارة بتولي منصب معين يتطلب منه التزام مسافة من حزبه الذي أفل نجمه بعدما مني بهزيمة مدوية في انتخابات 2021، حتى أن من بين إخوانه في الحزب من أشاع وقتها أن ابن مدينة بوعرفة موعود بذلك من لدن رئيس الحكومة عزيز أخنوش الذي تجمع بينهما علاقة قوية، تصل منزلة الصداقة. وهنا يكفي الإشارة إلى أن شرطة “أكوا” المملوكة لأخنوش كانت قد منحت لاعمارة منزلا في حي أكدال الراقي بالرباط، بالتزامن مع توليه مسؤولية وزارة الطاقة والمعادن في حكومة سعد الدين العثماني، ما أثار وقتها شبهات تضارب مصالح.

 

 

 

استقالة عبد القادر اعمارة من “البيجيدي”، كانت تحتاج إلى إعلان صريح فقط، فالرجل لم يعرف عنه أنه كان من طائفة “الإخوان” التي يقال عنها باللسان العامي الدارج: “كتقطع صباطها فالحزب”، بل كان عمليا وفعليا بعيدا عن المشهد الحزبي والسياسي، فلم تكن تراه يؤطر نشاطا حزبيا ولا تلمس فيه هوسا بالقضايا التنظيمية والتوجيهية التي تشغل عادة القواعد والقيادات، فقد كان أقرب إلى “التكنوقراطي” منه إلى الفاعل السياسي، علما أن المناصب الحكومية التي تقلدها في مساره جاء محمولا إليها على أكتاف مركز القوة التقليدي، وهو الحزب، أي “البيجيدي”.

 

 

 

باسم العدالة والتنمية، تولى اعمارة وزيرا للصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة بين 2012 و2013 في حكومة عبد الإله ابن كيران، ثم وزيرا للطاقة والمعادن والماء والبيئة من 2013 إلى 2016، فوزيرا للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء في حكومة سعد الدين العثماني من 2017 إلى 2021، قبل أن يعينه الملك محمد السادس، اليوم الإثنين 24 مارس 2025، رئيسا المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، خلفا للاتحادي أحمد رضا الشامي الذي أصبح سفيرا للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي.

 

 

 

قبل تقلبه في المناصب الوزارية، انتخب اعمارة، المزداد عام 1962 والحاصل على شهادة الدكتوراه من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط سنة 1986، نائبا برلمانيا لأربع ولايات تشريعية امتدت من 2002 إلى 2016، شغل على امتدادها عددا من المسؤوليات، أبرزها رئيسا للجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، الذي كان عضوا بمكتبه ونائبا أولا للرئيس، وكذا عضوا بمكتب مجلس النواب ومحاسبا ثم نائبا للرئيس، كما شغل منصب أستاذ باحث في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط إلى غاية 2002، وعمل مستشارا علميا لدى المنظمة الدولية للعلوم بالسويد لمدة 10 سنوات.

 

 

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً