حكومة التناوب وحقيقة احتجاز البصري يوم وفاة الحسن الثاني



 

في كتابه الذي نزل إلى الأسواق بداية شهر فبراير 2025 في حلة فاخرة تحت عنوان “إسماعيل العلوي: نبل السياسية مسيرة حياة”، أماط مولاي إسماعيل العلوي الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية، اللثام عن خفايا مشاركة حزب “الكتاب” في حكومة التناوب، كما تحدث عن حقيقة احتجاز إدريس البصري وزير الداخلية آنذاك في حكومة عبد الرحمان اليوسفي يوم وفاة الحسن الثاني.

 

وكشف العلوي، أنه “بعد المؤتمر الخامس للحزب وإلى غاية وفاة الرفيق علي يعتة كانت الحياة السياسية الوطنية نشطة جدا، فالمناقشات جارية على قدم وساق، استعدادا للمراحل القادمة، منها الاستفتاء على دستور جدید وانتخابات تشريعية والمفاوضات للإعداد لحكومة التناوب التوافقي”.

 

 

وأضاف أنه “بعد وفاة علي يعتة استكملنا المفاوضات بناء على الوثائق التي صادق عليها المؤتمر الوطني الخامس، وبالتالي فقد اتبعنا طريقنا بالخط المرسوم سلفا في المؤتمر. ولم تحدث أي مشكلة تنظيمية، لأن وثائق الحزب حددت علاقاتنا الخارجية مع الحلفاء. كما نظمت شؤوننا الداخلية وعلاقتنا مع خصومنا. كان كل شيء واضحا، ولم يحتج الأمر أكثر من تفعيل تلك الوثائق”.

 

وأوضح أنه “تم وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل مشاركتنا في حكومة التناوب التوافقي، ولا بد أن أشير هنا إلى أن آراءنا المعبر عنها في المفاوضات مع حلفائنا لم تتحكم فيها مسألة الأنا أو “العدد”، إذ كنا نظن أن لوجودنا في الحكومة دلالة بالنسبة إلى التاريخ العام للبلاد ومستقبلها، كما له دلالة بالنسبة إلى حزبنا وتاريخه، وكذلك بالنسبة إلى مصلحة المستضعفين والكادحين”.

 

وأفاد أنه “في إطار توزيع الحقائب الوزارية كانت هناك صعوبة لدى الوزير الأول، السي عبدالرحمان اليوسفي، في أن يوفق بين مختلف توجهات الأحزاب المدعوة للمشاركة في الحكومة”، مردفا: أن “الملاحظ في حكومة التناوب الأولى تولي إدريس البصري، بصفته وزير دولة، حقيبة وزارة الداخلية، بعد قبول اليوسفي بوجوده في الحكومة. كما انتفى شرط عدم استوزاره عند الاستقلاليين، الذين جلسوا إلى جانبه في مجلس الحكومة”.

 

وسجل العلوي، أنه “بعد حوالي سنة وأربعة أشهر من تنصيب حكومة التناوب التوافقي، تفاقم مرض الحسن الثاني. وفي صيف 1999، بعد عودته من فرنسا، حيث حضر احتفالات 14 يوليوز وتتبع مشاركة كتيبة من الحرس الملكي في الاستعراض العسكري الذي نظم بالمناسبة وترأسه الرئيس الفرنسي جاك شيراك والحسن الثاني…، أُعلنت وفاة الملك صبيحة يوم الجمعة 23 يوليوز، كنت يومئذ في بيتي عندما بلغني الخبر”.

 

وتابع: “كنا نعرف مسبقا أنه تم نقل الملك إلى المستشفى، إنما كنا نظن أنه سيتعافى ويعود إلى ممارسة حياته الطبيعية”، مضيفا: “تلقيت خبر الوفاة من خالي الدكتور عبدالكريم الخطيب وبعد ذلك تم إخبارنا رسميا بصفتنا وزراء، وطلب منا أن نحضر مراسم البيعة في عشية اليوم نفسه في القصر الملكي بالرباط”.

 

 

وزاد: “حضرت مراسم البيعة بصفتين، الأولى كوني أمينا عاما لحزب التقدم والاشتراكية، والثانية كوني وزيرا في الحكومة وقد مرت مراسم البيعة بسلاسة وهدوء”، مبينا: “لم ألاحظ أي شيء غير عادي قبل المراسم أو بعدها، مما ورد في بعض الصحف بخصوص احتجاز وزير الداخلية إدريس البصري ودور الجنرال حسني بنسليمان في ذلك”.

 

وأردف العلوي قائلا: “لم أسمع بهذا الكلام ولا بأي تفاصيل أخرى يومئذ، ولا أظن أن الواقعة التي نحن بصددها صحيحة، لأن إدريس البصري استمر وزيرا للداخلية إلى غاية اليوم الذي قرر فيه صاحب الجلالة محمد السادس إعفاءه من مهامه، ويوم إعفائه من وزارة الداخلية كنت طريح الفراش بعد أن أجريت عملية جراحية، واجتزت مرحلة صحية صعبة، إلى درجة أنني لم أكن أقوى على المشي أو الحركة”.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً