بعد سلسلة من الأخطاء.. قرارات مفاجئة وتغييرات جذرية في التحكيم الإسباني 



 

كشفت تقارير إعلامية إسبانية، عن اتخاذ الاتحاد الإسباني لكرة القدم قرارات مفاجئة في سلك التحكيم لتفادي الأزمات، وذلك بإجراء تغييرات جذرية مع نهاية الموسم الكروي الجاري، وعلى رأسها إعفاء رئيس لجنة التحكيم الإسبانية لويس ميدينا كانتاليخو من منصبه بعد سلسلة من الأخطاء التحكيمية التي أثّرت بشكل مباشر على سير المباريات هذا الموسم، ما أثار الجدل بين الأندية والجماهير على حدٍّ سواء.

 

 

وكشف موقع إذاعة كوبي الإسبانية، أن رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم رافاييل لوزان أخبر ميدينا كانتاليخو بأنه لن يستمر في منصبه هو وطاقمه في الموسم المقبل، وقد اتُّخذ القرار في فبراير الماضي، إلا أن كانتاليخو تم إبلاغه بشكل رسمي بذلك قبل ساعات فقط، مع الإشارة إلى أنه لا يزال يشغل منصب رئيس اللجنة الفنية للتحكيم في الوقت الحالي، ويأتي قرار إعفائه بعد سلسلة من الانتقادات المتعلقة بقرارات الحكام في الدوري الإسباني خلال منافسات الموسم الجاري، وخاصة في المباريات الحاسمة.

 

وإلى جانب إعفاء ميدينا كانتاليخو، فقد ذكرت الإذاعة أنّ القرار سيشمل أيضا استبعاد كل من كلوس غوميز وألبرتو أونديانو مايينكو من منصبيهما في اللجنة الفنية للتحكيم، بينما يُعد فرناندو بوربالان المرشح الأوفر حظا لتولي رئاسة اللجنة في المرحلة المقبلة، حيث يُعتقد أنه سيكون قادراً على قيادة التغيير المطلوب لإعادة الثقة إلى التحكيم الإسباني خلال الفترة المقبلة.

 

وشهد الدوري الإسباني هذا الموسم استخداما استثنائيا لتقنية حكم الفيديو المساعد (الفار)، بحيث وصل عدد التدخلات إلى 162 تدخلا حتى الآن، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المسابقة، مع الإشارة إلى أن هذا الرقم في تزايد مستمر، ومن المتوقع أن يتجاوز النظام الرقم القياسي الذي تم تحقيقه في الموسم الماضي، والذي بلغ 179 تدخلا.

 

وفي هذا الصدد، سلّطت صحيفة آس الإسبانية الضوء على هذه الزيادة الكبيرة في عدد التدخلات، مشيرة إلى أن هذا الرقم لم يسبق له مثيل في المواسم الماضية، ويعود ذلك إلى تطبيق تقنية التسلل شبه التلقائي في الموسم الحالي، والتي ساعدت على زيادة عدد التدخلات بشكل ملحوظ.

 

وتعتمد هذه التقنية على نظام كاميرات متطور يتيح اكتشاف حالات التسلل بدقة عالية جداً، ما يضمن عدم احتساب أهداف غير قانونية، كما مكّنت هذه التقنية من رصد حالات تسلل كانت في السابق تُعد هامشية أو تصعب ملاحظتها من قبل الحكام في الملعب.

 

وتُضاف إلى ذلك أسباب أخرى، منها أن الحكام ارتكبوا هذا الموسم أخطاء أكثر من الموسم الماضي، رغم أن اللجنة لا تعتبر أداءهم سيئاً، كما أن بعض حالات الطرد لم تُرصد من داخل الملعب، وهي تُعد من أصعب الحالات على الحكم لاتخاذ قرار بشأنها في حينه.

 

 

وأضافت الإذاعة أنّ عدد التدخلات في بعض الجولات بلغ أرقاماً قياسية، حيث تم تسجيل 13 تدخلاً في الجولة 31، بينما بلغ العدد في الجولة 32 سبعة تدخلات، وتُظهر الأرقام أن تقنية “الفار” تدخلت هذا الموسم بمعدل يقارب تدخّلاً في كل مباراتين، ما زاد من الجدل حول تأثيرها على نتائج المباريات. ونتيجة لهذه الأرقام، تعرّضت اللجنة الفنية للتحكيم لانتقادات واسعة، خاصة أن رئيسها كان قد أكد مراراً أن تقنية الفيديو يجب ألا تتدخل كثيراً، لا سيما في ما تُعرف بـ”ركلات الجزاء الخفيفة”.

 

 

وإلى جانب الانتقادات التي طاولت استخدام “الفار”، فإن الأندية الكبرى، مثل ريال مدريد وبرشلونة، واصلت تصدّر العناوين بسبب تباين الأرقام في استخدام التقنية لصالحها أو ضدها.

 

وقد اختتمت الإذاعة تقريرها بالإشارة إلى أن ريال مدريد كان من أكثر الأندية تضررا من تدخل هذه التكنولوجيا، إلى جانب فريق ديبورتيفو ألافيس، حيث سُجلت 15 حالة ضده مقابل ست حالات فقط لصالحه، ما يعني أنه كان سيحصل على سبع نقاط إضافية بدون “الفار”.

 

وفي المقابل، كان غريمه التقليدي برشلونة سيخسر خمس نقاط، بحيث استفاد النادي الكتالوني من 13 تدخلا إيجابيا، مقابل ستة تدخلات فقط ضده، وهو رقم جعله أكثر الفرق استفادة من التقنية، إلى جانب نادي أتلتيك بلباو.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً