بوادر فشل الجولة الجزائرية المكوكية إلى العواصم الأوروبية



 

بدأت تظهر بوادر فشل الزيارة الرسمية التي يجريها وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية الجزائرية أحمد عطاف، إلى بعض الدول الأوروبية في محاولة لمواجهة الاختراق الدبلوماسي الذي استطاع المغرب تحقيقه على مستوى مواقف عدد من العواصم بخصوص قضية الصحراء المغربية.

 

 

عطاف الذي حل بجمهورية فنلندا، قادما إليها من السويد، أجرى اليوم الخميس محادثات على انفراد مع وزيرة الشؤون الخارجية الفنلندية، إيلينا فالتونان، أعقبتها جلسة عمل مُوسعة بمشاركة أعضاء وفدي البلدين، ناقشا فيها عددا من المواضيع، دون الإشارة إلى ملف الصحراء الذي يعتبر المحرك الأساسي للدبلوماسية الجزائرية وأولوية سياستها الخارجية.

 

 

من تطوير التعاون الثنائي مرورا ببحث مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط ومنطقة الساحل والحرب الروسية الأوكرانية، كانت هذه القضايا التي تناولها الطرفان، لكن اللافت أن البيان المشترك الصادر عقب محادثاتهما جاء خاليا من أي إشارة إلى قضية الصحراء، بالرغم من أن الجزائر تحاول احتواء المد الأوروبي الداعم بشكل متزايد لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كأساس وحيد لحل هذا النزاع.

 

 

ومع تنامي ضغوط أصوات سياسية مؤثرة داخل الاتحاد الأوروبي من أجل تصنيف جبهة “البوليساريو” منظمة إرهابية، تـعمل الجزائر اليوم، بكل السبل الممكنة، على محاولة استمالة الدول المصطفة إلى جانب المغرب في قضيته المصيرية حتى تغير موقفها، مع قطع الطريق على تلك التي قد تنضم مستقبلا إلى نادي داعمي الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، والحديث هنا عن السويد التي خصها عطاف بزيارة رسمية أمس الثلاثاء في وقت بدأت تظهر فيه مؤشرات الحسم النهائي لهذا الملف، خاصة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي جدد مؤخرا على لسان وزير خارجيته تأكيد موقف واشنطن الذي يعتبر مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الأساس الوحيد لحل الملف.

 

 

 

وكان الملك محمد السادس قد خصص الخطاب الذي ألقاه أمام مجلسي البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، للتطورات الأخيرة لملف الصحراء المغربية، وقال الملك: “إننا سنمر في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، وفي كل أبعاد هذا الملف”، ومنذ ذلك الإعلان توالت اعترافات عدد من الدول بمغربية الصحراء، بما فيها فنلندا، التي التقى وزير الخارجية الجزائري بنظيرته اليوم الخميس، لكن دون أن ينجح في تغيير موقفها.

 

 

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً