علمت “الأيام 24″، أن حزب العدالة والتنمية شهد نقاشا واسعا خلال مرحلة الإعداد للائحة ضيوف مؤتمره الوطني التاسع الذي أسدل الستار على أشغاله أمس الأحد بتجديد الثقة في عبد الإله ابن كيران أمينا عاما لولاية جديدة.
وأوضحت مصادر قيادية في “البيجيدي” أنه تم طرح موضوع استدعاء وفود عن “أحزاب إسلامية جزائرية” لحضور مؤتمر “البيجيدي” الوطني، غير أنه بعد نقاش ومداولة تم الحسم في النهاية بعدم استدعائها بسبب اجترارها لنفس مواقف النظام الجزائري من ملف الوحدة الترابية للمغرب، ومعاداتها لمصالح المغرب الإستراتيجية ذات العلاقة بمغربية الصحراء.
ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى، بحسب المصادر ذاتها، بحزب حركة مجتمع السلم الجزائري ذو المرجعية الإسلامية، الذي سبق أن استدعاه “البيجيدي” إلى أحد مؤتمراته الوطنية، لكن تصريحات رئيسه عبد الرزاق مقري غداة توقيع المغرب اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، عجلت بانقطاع حبل الود بينهما حتى أن “إسلاميي المغرب” بادروا إلى مراسلة “إخوان الجزائر” محذّرينهم من المنزلق الذي يسيرون فيه والذي يتنافى، بحسبهم، مع مبادئ وحدة الأمة والمصالح المشتركة والأخوة وحسن الجوار.
وفي سياق متصل، أثارت مشاركة الداعية الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني لحزب العدالة والتنمية ببوزنيقة يوم السبت، جدلا واسعا على خلفية تصريحات سابقة له زعم فيها أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، “غير شرعي ولا أساس قانوني له”.
من جهته، دافع القيادي بحزب العدالة والتنمية عبد الله بووانو، عن حضور الموريتاني ولد الددو كضيف للعدالة والتنمية، قائلا: إنه “دائما ما يحضر معنا في المؤتمرات السابقة للحزب”، معتبرا تعليقا منه على ما أُثير بخصوص انتقاد الشيخ الموريتاني الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء والتطبيع بين الرباط وتل أبيب أن “الصدمة الكبيرة التي أعقبت توقيع اتفاق التطبيع في 2020، أحدثت نقاشا داخليا وخارجيا”.
وشدد رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب على أن “موقف ولد الددو من الصحراء المغربية ثابت ولا يتغير كموقف باقي الشرفاء في موريتانيا”، وأوضح أن الحزب “يختار ضيوف مؤتمراته المنسجمين مع مرجعية وهوية الحزب وأيضا المنسجمين مع مواقف بلادنا في القضايا الوطنية”.
وتابع بوانو: “من تساءل عن حضور الشيخ ولد الددو، كان عليه أن يسأل سؤالا آخر هو لماذا لم يتم استدعاء عدد من الحركات والأحزاب التي نتقاسم معها المرجعية في بلدان مجاورة؟”، في إشارة منه إلى عدم استدعاء أحزاب جزائرية إسلامية سبق وحضرت في مؤتمرات سابقة، من قبيل حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير.