منذ أسره في هجوم السابع من أكتوبر، اُعتبر عيدان ألكسندر، أحد أهم الجنود الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، إذ اكتسب ملفه أهمية مزدوجة فرضتها جنسيّته الثانية، الأمريكية.
وتصدّرت صورة ألكسندر الصحف الأمريكية، وكانت إدارة الرئيس السابق جو بايدن، أولت ملفه جهداً خاصاً، إثر الحملات الضاغطة التي أطلقتها أسرته، ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بات الأسير الأمريكي الإسرائيلي، أهم أوراق حماس للتفاوض مع الرئيس الأمريكي الجديد.
وفي خطوة مفاجئة، قبل يوم واحد من زيارته إلى الشرق الأوسط، ذكر ترامب الأحد على منصته “تروث سوشيال” أنه بصدد الإعلان عن خبر قد يعد الأهم بين الأخبار المنتظرة، لكن حركة حماس استبقت “مفأجاة” ترامب بالإعلان عن نيّتها الإفراج عن عيدان لتحريك ملف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
ويلقّبُ عيدان ألكسندر بـ “الجندي الوحيد”، وهو وصف يطلق على الجنود الذين لا عائلات لهم في إسرائيل أو فقدوا الاتصال بعائلاتهم.
ووُلد الجندي الذي بلغ 21 عاماً في أثناء أسره، في تل أبيب، لكنه نشأ مع والديه في ولاية نيوجيرسي الأمريكية، قبل أن يختار العودة وحيدا إلى إسرائيل بعد المدرسة الثانوية للانضمام إلى الجيش.
والتحق ألكسندر جندياً في وحدة مشاة نخبوية على الحدود مع غزة، وبعد أشهر قليلة أسرته حماس خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
ووفق صحيفة يديعوت، اختار الجندي في جيش الاحتلال “عيدان” الخدمة العسكرية والمجيء إلى إسرائيل من منطلق “الانتماء”، وقبل يوم واحد من أسره، أجرى مكالمة فيديو مع والدته، عشية ما يُعرف بـ “عيد العرش”، وضمّت كل أفراد أسرته، إذ أخبرهم فيها أن مهمة الحراسة قد انتهت، والمهمة التالية ستكون الساعة الخامسة صباحا”.
وذكرت الأم في تصريحات سابقة لوسائل إعلام إسرائيلية، أنها استيقظت على صوت صافرات الإنذار وكتبت على الفور لابنها، فأجابها: “نحن محميون”.
وبعد ذلك لم يعد يرد على الرسائل، لكنه تمكن من الاتصال والقول: “أمي، لا تسألي عما يحدث هنا. أرى أشياء فظيعة، مثل الحرب العالمية الثانية. لقد أصبت بشظية في خوذتي، ولكن أنا بخير”.
ومنذ الكشف عن هويّته بعد الأسر، شكّل ألكسندر ورقة مهمة لدى حركة حماس في التفاوض، خصوصا واشنطن وفي عهد إدارتي بايدن وترامب، فبعد أشهر قليلة من أسره، نشرت حماس له فيديو في 2024 يناشد فيه الإدارة الأمريكية للتدخل لإخراجه من الأسر، فيما وجّهت أسرته لوما حادا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب “تخليه” عن ابنهم.
وكتب والدا عيدان في صحيفة نيويورك تايمز: “لقد خذل العالم ابننا والأسرى الآخرين. لقد تخلت عنهم الحكومة الإسرائيلية، وتجاهلتهم دول كثيرة للغاية، وعلى الرغم من أننا نشكر الحكومة الأمريكية على دعمها، إلا أن جهودها لم تؤت ثمارها بعد”.
وبعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، صعّدت أسرته من ضغطها الإعلامي، بالتزامن مع نشر حماس مقعطاً آخر لعيدان، وجّه فيه نداء مباشراً إلى الرئيس الأمريكي، لاستخدام “نفوذه” وإخراجه من الأسر “بكل طرق التفاوض”.
وقبل أسابيع، أعلنت حماس فقدان التواصل مع حرّاس الأسير عيدان؛ ما دفع ملفه إلى الواجهة مجددا، لتثمر مفاوضات سرية بين الحركة وإدارة ترامب عن التوصل لاتفاق يقضي بالإفراج عن الأسير الأمريكي، مقابل إدخال المساعدات وتحريك ملف وقف إطلاق النار.