أشلواح يكتب: النفوذ الجزائري في إفريقيا وَهْمٌ يتبخَّر
محمد أشلواح
أستاذ الدراسات السياسية والدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط
لقد كان النظام الجزائري يعتقد أنه متمكِّن من إدارة علاقته ب”شركائه” في افريقيا ومسيطر على الوضع بالكيفية التي يريد ويبتغي. والحقيقة أن في ذلك نوع من الغرور و فيه وَهْمٌ كبير!
فالواقع اليوم يقول بأن هناك ليس فقط تصدعٌ بل انهيارٌ ونهاية ل “التحالف” الذي كان مناوئا لمصالح المغرب، وهو الذي لم يكن في أساسه منسجما، كما كان يفتقد إلى أي نفس استراتيجي على الأمد البعيد، وهذا ما أثبتته، فعلا، التطورات المتلاحقة على الصعيد الأفريقي، فقد دفع “النظام” العسكري الجزائري، وكعادته، في تشكيل “قوس مزيف”غير موضوعي، عن طريق استعمال الدسائس والتضليل وتوظيف واعتماد مختلف الطرق والآليات المشبوهة وغير القانونية بهدف الإضرار بالمغرب…
فبعد كينيا قريبا ستعمل جنوب افريقيا على اتباع نفس الطريق قصد تصحيح موقفها بخصوص الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وعليه فعمليا قد تفكَّك وبشكل نهائي ما كان يسمى ب”محور” الجزائر جنوب افريقي نيجيريا، خاصة وأن هذه الأخيرة حسمت اختياراتها الاستراتيجية في اتجاه بناء علاقات متينة مع المغرب كشريك اقتصادي وكقوة فاعلة موثوق بها، ليس فقط على الصعيد الافريقي، بل على المستوى المتوسطي والمحيط الأطلسي والشرق الأوسط..
إن التحولات المتلاحقة، التي تعرفها الساحة الدولية، في الوقت الراهن، تفترض تعاملا ذكيا مع المحيط وتفاعلاته، وهو الأمر الذي بدأت تدركه انظمة كانت سابقا تدور في فلك “النظام” الجزائري، لذلك اتجهت العديد من الدول، في السنوات الأخيرة، نحو اختيار الانخراط في نهج علاقات مبنية على أساس رابح رابح وذلك في إطار مَسلكٍ تتبناه المملكة المغربية وتؤمن به وتقوده.
وفي نفس الوقت بدا واضحا أن القيادة السياسة لذات الدول تنبَّهَت، بما لايدع مجالا للشك، إلى ضرورة اتخاذ مواقف حاسمة تذهب في اتجاه عدم الاستمرار في اتباع ذلك السلوك العدواني الذي يتبناه العسكر “صاحب القرار” في الجزائر، وهو سلوك يتأسس على المساس بالوحدة الترابية للدول وعلى دعم الانفصال والإرهاب.. في افريقيا، ضدا في مصلحة شعوبها وأملا في تشكيل أنظمة فاسدة وكيانات مجهرية يَعتَقِدُ “النظام” العسكري بالجزائر في توظيفها مستقبلا بعد انهيار وشيك وحتمي لمنظومته الفاسدة.