قالت صحيفة فرنسية، إن “الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قرر التخلي عن مشروع إنشاء ميناء الحمدانية العملاق، الذي كان من المبرمج إنجازه بشراكة صينية، والذي أدرجه البعض ضمن مشروع “طريق الحرير الصيني” الإستراتيجي لبكين”.
وأضافت الصحيفة الفرنسية، أن تخلي تبون عن المشروع الصيني جاء لصالح تطوير الموانئ الحالية للبلاد بالشراكة مع المجموعة الفرنسية العملاق CMA CGM، للشحن والحاويات المملوكة لرجل الأعمال الفرنسي- اللبناني ردولف سعادة، المقرب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومالك واحدة من أكبر المجموعات الإعلامية النافذة في فرنسا.
وكان الرئيس تبون قد استقبل قبل أيام في قصر الرئاسة بالجزائر، ردولف سعادة، رغم الأزمة المتصاعدة بين الجزائر وباريس، والتي وصلت حد “تسريب” أن حكومة ماكرون تدرس تجميد أصول 20 مسؤولا جزائريا رفيعا من بين 801 مسؤولا لديهم أموال وممتلكات في فرنسا.
وحسب تقرير للصحافي باسكال أيرو في صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، فقد تم دفن مشروع ميناء الحمدانية الواقع في شرشال بولاية تيبازة شال وسط البلاد، بسبب التضخم الكبير في كلفته منذ الإعلان عنه في 2015 في فترة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وكان هذا المشروع الذي خططت له الجزائر منذ سنة 2015 بشراكة مع الصين، ممثلة في شركة “تشاينا ستايت كونستركشن” (CSCEC) وشركة “تشاينا هاربور” (CHEC)، يهدف إلى تقليل الاعتماد على موانئ دول الجوار وتحويل الجزائر إلى مركز لوجيستي إقليمي يربط بين إفريقيا وأوروبا وآسيا عبر البحر المتوسط.
وبحسب الصحيفة الفرنسية فبدلا من هذا المشروع، الذي كان من المفترض أن يُنفذ بالشراكة مع الصين منذ سنة 2015 في منطقة شرشال غرب العاصمة، قررت السلطات الجزائرية التركيز على تطوير شبكة الموانئ الحالية ورفع قدراتها التشغيلية لتواكب تطورات التجارة البحرية العالم.
وقالت “لوبنيون” إنه في هذا الإطار، جاء استقبال الرئيس المدير العام لمجموعة CMA CGM الفرنسية رودولف سعادة، التي تعتبر ثالث أكبر شركة شحن بحري للحاويات في العالم، من قبل الرئيس تبون يوم الاثنين الماضي.
ورغم عدم توقيع أي اتفاق رسمي خلال اللقاء، فإن مصادر مطلعة أكدت لصحيفة لوبينيون، أن “كل شيء نوقش”، وأن المجموعة الفرنسية تأمل في التوصل إلى اتفاق نهائي قبل شهر شتنبر المقبل.
وبحسب الصحيفة الفرنسية تعتزم شركة سعادة ضخ مئات الملايين من اليوروهات في مشاريع تشمل بناء محطات حاويات حديثة، وتحسين منظومات التسيير اللوجستي، مع إمكانية الحصول على إدارة كاملة لأحد الأرصفة الاستراتيجية الكبرى.
حسب المنطق التبوني والشنقريحي، فإن التخلي عن مشروع بناء الميناء المذكور وتعويضه باتفاق مع شركة الفرنسي اللبناني الأصل، والمقرب من ماكرون والمالك لوسائل إعلام مهمة في فرنسا…الخ لا يمكن تفسيره بالطرق المعتادة عند السياسيين والاقتصاديبن، بل بمنطق الراشين والمرتشين…تخلي تبون وشنقريحة، شرف الله قدركم، عن المشروع المذكور هو تقرب من ماكرون ومحاولة ترويج بروباغاندا عبر قنوات غير ملطخة بما يلطخ قنوات الجزائر من تفانة وسفاهة… لتلميع الصورة البئيسة التي تظهر بها الجزائر للعالم، دولا وشعوبا، مقابل امتيازات ورشاوى في شكل صفقات لإصلاح موانئ لا تسمن ولا تغني من جوع مع حكام مصابين بأمراض مزمنة، عضوية ونفسية….