رفضت جماعة الدار البيضاء استلام مشروع “كورنيش عين السبع”، الذي رُصد له غلاف مالي ناهز 7 مليارات سنتيم، وذلك على خلفية تحفظات تقنية وانتقادات واسعة طالت الأشغال المنجزة.
وجاء هذا القرار عقب زيارة ميدانية أجرتها رئيسة المجلس الجماعي، نبيلة الرميلي، رفقة نائبيها، وعامل عمالة عين السبع الحي المحمدي، وعدد من المسؤولين المحليين.
وفجرت هذه الزيارة، غضب عدد من المنتخبين الذين وصفوا الأشغال المنجزة بكونها لا ترقى إلى مستوى التطلعات، ولا تعكس حجم الميزانية المرصودة، خاصة بالنسبة لساكنة مقاطعتي عين السبع والبرنوصي.
وأعرب منتخبون عن استيائهم مما اعتبروه رداءة في نوعية الأشغال والخدمات المقدمة، حيث سجلوا ملاحظات تقنية وهندسية عديدة خلال زيارات متكررة للموقع، وأكدوا على ضرورة معالجتها قبل أي خطوة نحو التسلم النهائي للمشروع.
وفي هذا السياق، وجه مصطفى الحايا، رئيس مقاطعة عين السبع عن حزب العدالة والتنمية، انتقادات شديدة اللهجة إلى شركة “الدار البيضاء للتهيئة”، مؤكداً أنها لم تلتزم بمضامين دفتر التحملات، وشدد على ضرورة تنفيذه حرفياً دون اجتهاد أو تجاوز.
وأضاف الحايا في تصريح لـ”الأيام 24″، أن عدم إشراك المنتخبين في مراحل تنزيل المشروع يعتبر سلوكا غير مقبول، ويضرب في الصميم مبدأ المقاربة التشاركية، مشيراً إلى أن جماعة الدار البيضاء ترفض استلام المشروع بصيغته الحالية إلى حين تنفيذ كافة الملاحظات المطروحة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الجدل حول نجاعة تدبير مشاريع التهيئة الكبرى بالعاصمة الاقتصادية، ومدى التزام الشركات المفوض لها بتطبيق المعايير والجودة المطلوبة، في وقت تطالب فيه فعاليات محلية بفتح نقاش شفاف حول الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة.
ويذكر أن مشروع “كورنيش عين السبع” كان من المرتقب أن يشكل متنفساً جديداً لسكان شرق البيضاء، غير أن المؤشرات الحالية تنذر بتأخر تسليمه، وربما إعادة النظر في بعض جوانبه الفنية، قبل المصادقة عليه بشكل نهائي.
بي بي سي عربية