أكد الوزير الناطق باسم الحكومة الموريتانية، الحسين ولد مدو، وقوف بلاده في موقف الحياد في ملف الصحراء المغربية، متحاشيا في مقابلة له مع قناة فرانس 24 أي حديث عن الانفصال وجبهة البوليساريو التي لم يأت على ذكرها.
ودافع الوزير عن سياسات عن سياسات بلاده الأمنية والإنسانية، إلا أن ما بدا وكأنه تصريح تقني حول الهجرة، حمل بين سطوره رسائل سياسية دقيقة تمس توازنات إقليمية حساسة، في طليعتها قضية الصحراء المغربية.
ونقلت وسائل الاعلام الموريتاني أن الوزير لم يذكر جبهة البوليساريو بشكل مباشر، إلا أن لغته خلال المقابلة عكست ابتعاداً محسوباً عن خطابها الانفصالي، في مقابل تقارب ملحوظ مع الخطاب المغربي البراغماتي.
وتابعت أن الوزير الموريتاني ركّز على مفاهيم “السيادة”، و”احترام القانون”، و”الاستقرار الإقليمي”، وهي عبارات ترتبط عادة بالمقاربات الواقعية، التي تُعلي من شأن الدولة الوطنية، وتتجنّب دعم الطروحات التي تتعارض مع استقرار الحدود أو تعيد إنتاج النزاعات المزمنة في المنطقة.
هذا الميل الموريتاني الواضح نحو خطاب الرباط، بدا في تأكيد الوزير على أن موريتانيا تتعامل مع التحديات الأمنية والهجرة “وفق منطق السيادة الوطنية والالتزامات القانونية”، وهي مقاربة تتناقض ضمنيًا مع الدعوات الانفصالية أو محاولات فرض الأمر الواقع من خارج منطق الدولة.