كشفت تحليلات حديثة أن النجم المغربي أشرف حكيمي سيواجه ضغطا غير مسبوق من حيث عدد المباريات التي سيخوضها في المواسم الثلاثة القادمة (2024/25، 2025/26، و2026/27).
ويُتوقع أن تُشكّل بطولات الاتحاد الإفريقي (كاف) أكثر من نصف مشاركاته الدولية، فيما تغطي مسابقات (فيفا) بقية الالتزامات، ما يؤكد ازدحام جدول المباريات وغياب فترات راحة منتظمة.
ووفقا لدراسة أجرتها “فيفبرو إفريقيا”، الذراع القاري للنقابة الدولية للاعبين المحترفين، فإن نجم خط دفاع أسود الأطلس سيخوض ما يقارب 63 مباراة في كل موسم، ما يعكس عبئا بدنيا ونفسيا كبيرا ناتجا عن تنقل مستمر بين مشاركاته مع ناديه ومنتخب بلاده.
وتُظهر بيانات موسم 2024/25 أن نشاط حكيمي مع ناديه باريس سان جيرمان سيشكل نحو 87% من إجمالي مبارياته، مدفوعًا بمشاركته في بطولات كبرى مثل دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية، مما يضعه تحت ضغط متواصل في ظل غياب فترات راحة صيفية حقيقية.
أما في موسم 2025/26، فتتراجع نسبة مشاركاته مع النادي إلى 69% نتيجة التزامه بمنافسات دولية إضافية، أبرزها كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم، ما يزيد من عدد المباريات الدولية ويرفع من وتيرة الجهد البدني والذهني المبذول.
وتؤكد منصة مراقبة عبء عمل اللاعبين (PWM) التابعة لفيفبرو أن الفترات الموصى بها للتعافي – والتي تبلغ 120 ساعة بين المباريات و5 أسابيع راحة بين المواسم – لن تكون متاحة غالبًا لأشرف حكيمي، مما قد يؤثر سلبًا على صحته وأدائه على المدى البعيد.
ويسلط التقرير الضوء على الفجوة المتنامية بين لاعبين دوليين مثل حكيمي وموكويانا، اللذين يخوضان مواسم مزدحمة بالمشاركات القارية والدولية، ولاعبين محليين مثل يوسف مارت، الذي من المتوقع أن يظل عدد مبارياته مستقرًا أو ينخفض قليلًا بسبب غياب الالتزامات الدولية الكبرى.
وقد توقعت الدراسة أن يشهد عدد مباريات تيبوهو موكويانا، لاعب ماميلودي صنداونز ومنتخب جنوب أفريقيا، زيادة بنسبة 58%، أي ما يعادل 26 مباراة إضافية مقارنة بموسم 2022/23، ويُعزى ذلك إلى دخول دوري كرة القدم الأفريقي (AFL) ضمن روزنامة ناديه، الذي قد يشكل ربع المباريات السنوية اعتبارًا من موسم 2025/26، بالإضافة إلى مشاركاته المحتملة في كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم في الموسم ذاته.
في المقابل، يُتوقع أن يبقى عدد مباريات يوسف مارت، اللاعب المحلي غير المشارك في المنافسات الدولية، مستقرًا أو ينخفض بمعدل مباراتين في الفترة نفسها، نتيجة اقتصار التزاماته على المسابقات المحلية.
وفي ضوء هذه المعطيات، تؤكد الدراسة أن التحدي الأكبر الذي يواجهه نجوم الكرة الإفريقية، وعلى رأسهم أشرف حكيمي، يكمن في إدارة هذا العبء البدني والذهني للحفاظ على مستواهم الفني وصحتهم العامة، مما يستدعي إعادة النظر في تنظيم المنافسات الكروية بما يضمن فترات راحة كافية ويقلل من مخاطر الإجهاد المزمن.