في خطوة جديدة تعكس عمق الشراكة السياسية والدبلوماسية بين المغرب واتحاد جزر القمر، استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين بالرباط، نظيره القمري مباي محمد، الذي كان حاملاً رسالة خاصة من رئيس بلاده غزالي عثماني إلى الملك محمد السادس.
وقد شكل هذا اللقاء مناسبة لتباحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومجالات التعاون الثنائي بين البلدين، خصوصا في ظل العلاقات التاريخية التي تربط المغرب بجزر القمر منذ استقلالها سنة 1975، كما صرّح بذلك الوزير القمري، مشددا على أن المغرب ظل على الدوام داعمًا ومساندًا لبلاده في مختلف المحطات.
وخلال ندوة صحفية أعقبت المباحثات، جدّد رئيس الدبلوماسية القمرية التأكيد على الموقف الثابت لبلاده من قضية الصحراء المغربية، حيث شدد على دعم جزر القمر الكامل لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007، واصفا إياه بـ”الحل الأكثر موثوقية ومصداقية” لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء.
وقال مباي محمد بالحرف: “نعتبر أن مخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب هو الإطار الأنسب للتوصل إلى تسوية سياسية ومتفاوض بشأنها لهذا النزاع، وهو يحظى بدعم دولي واسع النطاق”، مشيرا إلى أن بلاده ستواصل التنسيق مع المملكة المغربية من أجل الدفاع عن القضايا ذات الأولوية في المحافل الإقليمية والدولية.
كما أكد الوزير القمري عزم بلاده على تعزيز التعاون الثنائي مع المغرب في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، مبرزا أن العلاقات بين الرباط وموروني أصبحت نموذجا يحتذى في التضامن الإفريقي الحقيقي والتعاون جنوب-جنوب.
وتأتي هذه الزيارة الرسمية لتعزز الموقف الإفريقي المؤيد لوحدة المغرب الترابية، ولتؤكد في الآن ذاته أن مشروع الحكم الذاتي المغربي بات يحظى بزخم دبلوماسي واسع، في وقت تزداد فيه عزلة الأطروحة الانفصالية على الصعيد الدولي.