غيثة الكوكي
يعرف في أوساط المقاومين المغاربة باسم “غاندي”، وهو أحد أبناء عائلة المانوزي التي دفعت ثمنا باهظا لنضالها ضد الاستعمار، وضد ما اعتبرته لاحقا انحرافا عن حلم بناء مغرب ديمقراطي. كان أخوه إبراهيم ضمن القيادات العسكرية التي نفذ فيها حكم الإعدام مباشرة بعد فشل المحاولة الانقلابية ليوم 10 يوليوز 1971 بالصخيرات، أما أخوه الحسين فمازال مجهول المصير.
في حوار مع جريدة “الأيام” في عددها الأخير، استعاد الحسن المانوزي البالغ من العمر 95 عاما مأساة العائلة التي فقدت ابنيها، الأول: إبراهيم الذي تم إعدامه دون محاكمة بسبب محاولة الانقلاب على نظام الحسن الثاني بتاريخ 10 يوليوز 1971 بالصخيرات، ثم الثاني الحسين الذي تم اختطافه بتونس سنة 1972، ولا يزال مصيره مجهولا.
يقول “غاندي” إن عائلته كانت تستهدف بالاعتقال منذ فترة الحماية بسبب نشاط أخيه سعيد المانوزي، لكن الضغط اشتد بعد المحاكمة الجماعية للاتحاديين سنة 1971 بمراكش، ما دفع الحسين المانوزي إلى الفرار نحو سوريا وفلسطين، بعد صدور حكم بالإعدام في حقه سنة 1970.
في تلك السنة، تم اعتقال 18 فردا من العائلة، حوكم 11 منهم، من بينهم الطيب الذي حكم عليه بـ10 سنوات، هو و ابنه رشيد بسنة واحدة بينما حكم على الحسين بالإعدام. وفي يوليوز سنة1971، أعدم الضابط إبراهيم المانوزي، بدون محاكمة، يؤكد شقيقه لـ”الأيام” عقب فشل محاولة انقلاب الصخيرات.
أما عمر المانوزي فاعتقل سنة 1973 أثناء زيارته لوالدته بحيث تعرض للتعذيب حتى فقد عقله، كما بقي كذلك إلى أن توفي، حسب تصريحات الحسن المانوزي.
ورداً على سؤال “الأيام” حول ما إذا كان شقيقه إبراهيم متورطا فعلا في المحاولة الانقلابية، قال: “لا يمكنني الجزم. كل العائلة كانت في السجن بحيث كان أخي صارما وثوريا، وربما كانت له صداقات داخل المجموعة التي خططت للانقلاب، لكن لا أحد يعلم الحقيقة مضيفا أن هذه الأسرار حمله أصحابها إلى القبر”.
و ختم الحسن المانوزي في هذا السياق قائلا: “ناضلنا من أجل مغرب حر وديمقراطي، فإذا بنا نصبح ضحايا القمع، لقد كنا شمعة تحترق من أجل إضاءة هذا البلد”.
صحافية متدربة