ط.غ
أجرى الجيش الإسباني مناورات عسكرية واسعة في مدينة مليلية المحتلة، وحملت اسم “تمرين الحسيمة II/25″، وتأتي هذه المناورات في وقت حساس وتحمل رسائل قد تكون ذات دلالات سياسية وعسكرية عميقة.
ورغم تأكيد الحكومة الإسبانية على أن هذه المناورات هي مجرد تدريبات روتينية، فإن حجمها وطبيعتها، تثير قلق السلطات المغربية.
وشاركت وحدات من قيادة مليلية العسكرية، بالإضافة إلى وحدات من جزر البليار والمدفعية المختلطة، في محاكاة سيناريوهات قتال حضري ودفاع جوي، جعلت البعض يعتقد بأنها رسالة ردع موجهة مباشرة للمغرب.
ويأتي التحرك العسكري الإسباني في وقت حساس على الصعيد الجيوسياسي، حيث يعزز المغرب قدراته العسكرية بشكل مستمر، مدعوما بصفقات تسلح ضخمة مع الولايات المتحدة.
وفي المقابل، تحاول إسبانيا تأكيد وجودها العسكري في مناطق حيوية وإستراتيجية، في ظل المنافسة المتصاعدة مع المغرب، خاصة بعد انتشار القوات المغربية بالقرب من الحدود مع مليلية المحتلة.
ولم يصدر المغرب أي تعليق رسمي حتى الآن، بينما يرى خبراء عسكريون أنه “تحرك دفاعي بغطاء تدريبي”، مع الإشارة إلى أنها تحمل رسائل سياسية واضحة.
ويميل بعض المحللين إلى الربط بين اسم التمرين (“الحُسَيمة II”) وتاريخ العلاقات بين البلدين، معتبرين أن اختيار الاسم ليس محض صدفة، بل محاولة لتأكيد التفوق الرمزي على المغرب في وقت يشهد عزلة متزايدة لإسبانيا في قضايا مغاربية أخرى، لا سيما بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
تزامن هذه المناورات مع تصاعد النقاشات داخل الأوساط الأوروبية حول أمن الضفة الجنوبية للمتوسط، يجعل البعض يرى في هذه التدريبات محاولة من إسبانيا لاستعادة الثقة داخل مؤسستها العسكرية، التي تشعر بتراجع نفوذها أمام صعود المغرب على الساحة الإقليمية والدولية.