مع كل حلول شهر أكتوبر وتجدد الترقب للإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للآداب، يظل المثقفون العرب يتطلعون إلى تحقيق إنجاز طال انتظاره منذ فوز الأديب المصري نجيب محفوظ بالجائزة عام 1988، وهو الإنجاز الذي بقي وحيدًا في سجل الأدب العربي، إذ لم يُكرم أي كاتب أو شاعر عربي بعدها رغم وجود أسماء لامعة ذات حضور عالمي.
وفي نسخة 2025 من الجائزة، فاز الأديب المجري لاسلو كراسناهوركاي، مما زاد إحباط المثقفين العرب الذين طال انتظارهم لرؤية اسم شاعر أو روائي عربي يرفرف على المنصة نفسها، وعلى رأسهم الشاعر السوري أدونيس والروائي الليبي إبراهيم الكوني، اللذان كانا مرشحين للجائزة على مدى عقود.
ولد أدونيس، باسم أحمد سعيد إسبر، عام 1930 في قرية “قصابين” بمحافظة اللاذقية، ليصبح أحد أبرز الشعراء العرب، قاد حركة التجديد في الشعر العربي وأثرى الفكر والنقد الأدبي، فيما عرف الكوني بـ”فيلسوف الصحراء” وأبدع نصوصًا مترجمة غنية تسلط الضوء على حياة القبائل الرحل والصحراء والثقافة البدوية.
ويرى النقاد أن حرمان الأدب العربي من نوبل طوال 37 عاما يعود إلى غياب مؤسسات فاعلة تدعم الترجمة وتروّج للأعمال العربية عالميا، إلى جانب ميل الأكاديمية السويدية لتفضيل الأدب الأوروبي والأمريكي، مع استثناءات قليلة لآسيا وإفريقيا.
وقد أصبح الشاعر الفلسطيني محمود درويش وطه حسين رموزا لمظلومية العرب في الجائزة، رغم الترشيحات المتكررة والدعم الدولي الواسع لأعمالهم المترجمة.
لم تصل جائزة نوبل إلى أدونيس ولن تصل إليه، إنه مجرد ظاهرة إعلامية ضُخِّمت كثيرا حتى على الشاعر نفسه، تضخّمت وتعالت على الناس وعلى نفسها، إنه شخصية تستثمر الضجيج وتتكئ على مجد وهمي لا يمكن أن يتحوّل إلى إبداع حقيقي. أدونيس صنيعة إعلامية لمّعته المجلات الحداثية مثل مجلة شعر ومواقف وغيرهما من المنابر التي نصبت نفسها محاكم تفتيش على الشعر والشعرية وتحكّمت بأمزجة الناس وأذواقهم زمنا ليس بيسير. لقد لعب أصدقاء أدونيس من الحداثيين دورا كبيرا في جعله كعبة الحداثة الشعرية التي لا يمكن المساس بها، ولقد كانت قصائد أدونيس النموذج الأول لكتابات كمال أبو ديب وكمال خير بك وخالدة سعيد وغيرهم من الحداثيين، حتى يثـبّـتوا في أذهان الشعراء الشباب أنه هو النموذج الأرقى للشعرية العربية المعاصرة، لقد صنعوا له جيشاً من الأنصار والمقلِّدين، لكنهم لم يستطيعوا أن يخدعوا العالم ويجعلوا منه متنبيا معاصرا.
شعريا لم يقدم أدونيس شيئا مدهشا، هو يتكئ كثيرا على بلاغة الشكل الفارغ الموهم بالمضمون العميق، وهو في الحقيقة يخفي عجزه الإبداعي بالتخفي وراء الغموض الذي يجرد الشعر من شعريته ويجعله مجرد أحاجٍ وألغاز وكلمات متقاطعة. لقد أمسك بزمام القصيدة الحداثية وقطع الطريق على غيره، ففي تنظيراته للشعر الحداثي جعله هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، والقديم والجديد، العابر والمتجاوز للزمان والمكان، ليس كمثله شيء، شروطه للقصيدة الحداثية جعلت من المستحيل أن يكتبها أحد حتى هو نفسه، وقد حان الوقت ليعرف أدونيس أن الوهم الذي صنعه هو وأصدقاؤه لم ينطلِ إلا عليه وعلى أصدقائه ومقلديه وخالدة سعيد وكمال أبو ديب، فقط ..
ـــــــــــــــــــــــــ
8 أكتوبر 2020
منقول
كل أكتوبر يصيبني أرق وقلق خوفا من فوز اله الخمر ادونيس بجائزة نوبل. أكتوبر هذا العام تضاعف قلقي من فوز من فوز ترامب . الحمد لله الاثنين سقطوت
الكوني كاتب من نوع اخر يستحق نوبل للاداب
انظر الى التعليقات (يتحفنا بيها القومجيه و الاسلاموجيه العرب ) و ستفهم لماذا لم يفوز اي أديب عربي بالجائزة و بعدين ما هي حاجه القومجيه العرب و الاسلاموجيه العرب لجائزة نوبل فالقومجيه لديهم بطولات الأجداد المتخيله و الاسلاموجيه لديهم الحلول السحريه في الدين اما جاىزه نوبل فهذه عند القومجيه من صنع الامبرياليه و الصهيونية و الماسونيه و عند الاسلاموجيه من صنع الكافر السويدي صاحبها و اللجنه النرويجيه الكافره الموزعه لها فنحن لدينا خالد بن الوليد و عمرو بن العاص (عند القومجيه) و كتب البخاري و ابن تيميه (عند الاسلاموجيه)
الحمد لله
لماذا العرب ينتظروا دائما التمجيد والاعتراف والتكريم من الغرب، لماذا ليس لدينا لجنة او مجلس عربي لمنح جوائز عربية خالصة ،أليس لدينا الجرأة ام ليس لدينا الكفاءة ام ليس لدينا النزاهة والمصداقية ام ليس لدينا كل ما سبق.. اعتقد ان السبب الرئيسى هو الانهزامية والتبعية التي غرسها الاستعمار والغرب في أمة العرب حتى صرنا غثاءا كغثاء السيل…
عير بيك