من بينها “الشهرة” و”المال”.. باحثون يكشفون الأسباب الحقيقية وراء ظهور محتويات خادشة للحياء



 

 

باتت المحتويات التي يتم تداولها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتي وصفها أغلب الفاعلين والباحثين بـ”الفارغة” تجر عليها وابلا من اللغط والسخط، خاصة بعد ظهور فيديو “المواعدة العمياء” المثير للجدل، على غرار “الضوضاء” الذي أحدثتها أغنية “شر كبي أتاي”.

 

 

وأعادت هذه المحتويات الرقمية “الخادشة للحياء” التي يتم ترويجها عبر الصفحات “الفايسبوكية” الحديث من جديد عن دور الرقابة القانونية في تحديد مضامين البرامج “الإفتراضية”، في الوقت الذي تعمل من خلاله السلطات الأمنية والقضائية على ضبط السلوكيات التي يتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بتحريك مساطر البحث والتحقيق.

 

ورغم قيام السلطات المعنية بالتدخل للحد من عرض البرامج التي تمس بصورة المجتمع، يرى باحثون أن “رقابة الجهات المعنية لم تكن كافية للتحييد الخطر الناجم عن هذه المحتويات وتأثيرها على النسق المجتمعي والثقافي المغربي”.

 

 

الحرية والديمقراطية

 

في هذا الإطار، قالت سمية نعمان جسوس، الباحثة في علم الاجتماع، إن “الحرية والديمقراطية مهمة جدا داخل أي بلد وخاصة المغرب، إذ هناك من ناضل كثيرا من أجل هذه الحقوق التي يضمنها الدستور المغربي، لكن هذه الحقوق لها شروط وحدود غير أن هذا المجتمع في بعض الأحيان لم يلتزم بذلك”.

 

وأضافت جسوس، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “مواقع التواصل الاجتماعي غيرت المجتمع بشكل غريب جدا، وحتى الوالدين لم تعد لهم تلك الرقابة الأسرية، الشيء الذي أدى إلى ظهور محتويات خادشة للحياء”، مشيرة إلى أن “القيم الاجتماعية تغيرت كثيرا، الأمر الذي أحدث تفوتات مجتمعية بين الأجيال السابقة والحالية”.

 

وتابعت المتحدثة عينها أن “الأطفال الصغار يستخدمون الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط وهذا ما يؤدي إلى ظهور بعض الانفلاتات التي تثير جدلا مجتمعيا واسعا”، مؤكدة على أن “غياب الرقابة الأسرية من الأسباب الرئيسية وراء هذه السلوكيات”.

 

وأشارت الباحثة في علم الاجتماع إلى أن “السلطات لم تصل إلى حد اليوم لفرض رقابتها على المواقع الإفتراضية من أجل ضبط التصرفات والسلوكيات التي يتم تداولها بين النشطاء”، موضحة أن “التكنولوجيا أظهرت وجهها السلبي في الآونة الأخيرة، وهذا ليس على الصعيد الوطني فقط وإنما على المستوى العالمي”.

 

“البرنامج الذي أثار ضجة في “المواقع الفايسبوكية” يضر بصورة المرأة المغربية أولا والرجل ثانيا”، تقول المتحدثة، لافتة إلى أن “الشهرة والمال أصبحتا مشكلتين كبيرتين تنخران المجتمع المغربي، إذ بات الجميع يحاول أن يكون مشهورا”.

 

 

الأمور تغيرت

 

بالمقابل، يرى هشام خباش، الباحث في علم النفس الاجتماعي، أن “مواقع التواصل الاجتماعي كانت تستخدم سابقا من أجل الدردشة والتعبير عن أمور لا نستطيع التعبير عنها في الخارج، غير أنه في الوقت الحالي تغيرت الأمور وأصبحت وسيلة لنشر الرديلة والمحتويات الفارغة”.

 

وأورد خباش، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “شبكة المواقع الإفتراضية منحت لمستخدميها شخصيتين، الأولى شخصية الشارع والثانية شخصية المواقع، وهذا أفرز لنا تبادل الأدوار في نفس الشخص، الشيء الذي أدى إلى وقوع تفاهات”.

 

وأردف أيضا أن “فضاء التواصل الاجتماعي لم يخضع لرقابة صارمة من طرف السلطات المعنية، إذ أصبحت الصفحات الفيسبوكية مكانا لتفريغ الطاقة السلبية وإعطاء صورة خادشة عن المجتمع المغربي”.

مقالات مرتبطة :

اترك تعليق


إقرأ أيضاً